الزواج هو سنة الحياة حيث يسعى الكثير من الأشخاص للإقدام على هذه الخطوة، لبناء أسرة وتأسيس منزل، ولكن بناء الأسرة ليس بالأمر البسيط، فهو من التحديات الهامة التي تواجه أي شخص في بداية حياته، خاصة أن لكل شخص صفات تختلف عن الآخر، فمن المؤكد أن المقبلين على الزواج يحلمون بتأسيس منزل يسوده الوئام والحب والانسجام، بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية منال خليفة في حوار حول معايير اختيار الزوج والزوجة
المعايير الصحيحة لاختيار كل من الزوجين
تقول منال خليفة: إن اختيار شريك الحياة كأول خطوة في مرحلة الإعداد للحياة الزوجية، يعد من أهم وأخطر القرارات في حياة الرجل والمرأة، لذلك لابد من وجود بعض المعايير الأساسية عند الاختيار الزواجي :
القبول والارتياح
عند الاختيار بين الزوجين لابد وأن يكون هناك قبول مشترك، أي لا بد أن يكون قبول داخلي وتقبل خارجي متبادل، فالقبول والارتياح أحد أهم شروط الاختيار للزواج، وهما بذرة الحياة السعيدة، فهذا القبول يكون بداية المودة والألفة، وحيث تتآلف الأرواح، وتظهر السلاسة خلال الحديث مع الانبساط أثناء الحوار بدون حدوث ملل أو فتور من الحديث.
التوافق العمري
توافق العمر بين الزوجين، وتحديد الفارق السني بين الزوج والزوجة، يختلف وليس له قاعدة ثابتة، فإن الرضا الزواجي ينخفض بشكل ملحوظ لدى الأزواج الذين لديهم فجوة عمرية مقارنة بالأزواج ذوي الأعمار المتشابهة، فيجب على الزوجين أن يكون بينهما تقارب في العمر فلا يجب على المرأة الصغيرة في السن أن تتزوج رجلاً أكبر منها بكثير، وذلك حتى يكون هناك اقتراب في الفكر والرأي حتى تنجح هذه العلاقة.
الشخصية والطباع
الشخصية والطباع لهما دور كبير في إنجاح الحياة الزوجية، لذلك لابد من عدم التغاضي عن الاختلافات الكبيرة بين الطرفين في بداية الارتباط، بحجة أن الطرف الآخر قد يتغير بعد الزواج، يجب أن يكون الزوج شخصاً متفاهماً ولطيفاً وعطوفاً، فاختلاف الطباع بين الزوجين يكون في كثير من الأحوال سبباً في الخلافات الزوجية والنكد العائلي، لذلك لابد على الطرفين أن يتقابلا مع أهل الآخر لكي يتم التعرف على طباعه بصورة جيدة وتعرف البيئة الأسرية، وهل هم لديهم نفس العادات والتقاليد وتتعرف على طباعهم وتشعر معهم بالحب والمودة.
المغفرة والتسامح
إن التسامح والغفران يسيران في نفس الاتجاه، فالعفو والتسامح عند المقدرة من أرقى الأخلاق وأرفعها، إلا أن الغفران به درجة أعلى من التسامح، وهو أن ينسى الإساءة ويغفر للمسيء، وقد تواجه الحياة الزوجية الكثير من العقبات والمصاعب، لذا فقد تحدث بعض المشكلات خلال فترة الخطوبة، مثل أن يحدث سوء تفاهم بين الرجل والمرأة، فيجب على كل منهما أن يمتلك القدرة على التسامح والمغفرة والتماس الأعذار، وأن يتمتع كل منهم بالمرونة والسلاسة لتجاوز المشكلات والمصاعب.
تكافؤ القيم والأخلاق والعادات بين الزوجين
يؤثر عدم التكافؤ بين الزوجين أو تفوق أحد الزوجين على الآخر في مجال من المجالات على حياتهما، وعلى خياراتهما التربوية، وحتى تعيش الأسرة باستقرار يجب أن يحدث توافق بين الزوجين في الأخلاق والعادات والقيم، لكي يتمكنا من العيش سوياً بكل تفاهم ومودة، ويتمكنا أيضاً من تحقيق النجاح ومشاركة الأهداف والاهتمامات والطموح.
